
شخصيات متكلمة بالذكاء الاصطناعي مجانًا: تجربة Hedra
في عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع أصبحت أدوات إنشاء الشخصيات المتكلمة أحد أبرز الابتكارات التي تستحوذ على اهتمام صانعي المحتوى ورواد الأعمال الرقميين. في هذا المقال نستعرض أداة Hedra، وهي منصة مجانية حاليًا تتيح لك إنشاء مقاطع فيديو تحتوي على شخصيات افتراضية تنطق بما تكتبه أو تسجله صوتيًا، وتُحاكي حركة الشفاه وتعابير الوجه بشكل واقعي.
كيف تعمل أداة Hedra؟
اداة hedra تعتمد على تقنية تُعرف باسم “Talking Head” أو الرأس المتكلم. هذه التقنية تسمح بإنشاء فيديو يحتوي على شخصية افتراضية تتحرك وتتكلم وكأنها حقيقية. يمكن للمستخدم رفع صورة ثابتة لأي وجه – سواء حقيقي أو مولد بالذكاء الاصطناعي – ثم تزويد الأداة بنص أو ملف صوتي، فتقوم الأداة بإنشاء فيديو متكامل يظهر فيه الوجه وهو يتكلم بالصوت المطلوب متزامنًا مع حركة الشفاه والإيماءات المناسبة.
واجهة المستخدم بسيطة للغاية وتتيح لك خيارين أساسيين: إما كتابة النص الذي ترغب في تحويله إلى صوت باستخدام مجموعة أصوات مدمجة (بالإنجليزية فقط حاليًا)، أو رفع ملف صوتي خاص بك. بعد اختيار الصوت المناسب، تنتقل إلى خطوة تحميل صورة الشخصية. يمكن استخدام صور واقعية أو صور مولدة مسبقًا من أدوات مثل Leonardo أو Stable Diffusion. كلما كانت الصورة قريبة وموجهة للكاميرا، كلما كانت نتيجة التحريك أكثر دقة.
في تجربة عملية قمنا بكتابة نص إعلاني بسيط واستخدمنا أحد الأصوات الذكورية المتاحة مع صورة تم إنشاؤها بأسلوب أنمي. بعد توليد الصوت قمنا بإضافة وصف للصورة يحتوي على أوصاف مثل نوع الشخصية، الأسلوب البصري، الخلفية (مطعم)، ووضعية الكاميرا (قريبة من الوجه). بعد المعالجة حصلنا على فيديو رائع أظهر الشخصية وهي تتكلم بحركة شفاه متزامنة مع حركة رأس طبيعية وتعبيرات وجه واقعية.
الميزة المهمة في hedra هي القدرة على استيراد ملفات صوتية خارجية مما يتيح لك استخدام تسجيلاتك الخاصة أو حتى مقاطع صوتية مأخوذة من مصادر مثل YouTube أو ملفات بودكاست. الأداة تتعرف على الصوت وتقوم بمزامنته مع حركة الفم على الصورة المختارة. في تجربة أخرى تم رفع تسجيل حقيقي باللغة العربية من أحد المؤتمرات الصحفية، وتم استخدام صورة لممثلة معروفة، والنتيجة كانت ملفتة – رغم أن حركات الفم لا تزال مصممة لتناسب النطق الإنجليزي في الغالب.
الإبداع والمرونة في الاستخدام
من الجوانب المميزة أيضًا في hedra هي خاصية الـ Remix حيث يمكن للمستخدم تصفح أعمال الآخرين وإعادة استخدامها كنقطة انطلاق. يتم نسخ كل الإعدادات من فيديو سابق ويمكنك تغيير النص أو الصورة أو الصوت لتوليد مقطع جديد بمجهود أقل. هذه الخاصية مفيدة خصوصًا لمن يبحث عن التكرار السريع مع تعديلات بسيطة.
كما أن الأداة تمنحك خيار التلاعب بالإعدادات المرئية للصورة مثل تحديد النمط البصري (واقعي أو كرتوني)، نوع الخلفية، درجة الإضاءة، ووضعية الكاميرا، مما يمنحك تحكمًا إبداعيًا واسعًا.
رغم أن الأداة لا تدعم اللغة العربية حاليًا بشكل رسمي، إلا أن استخدام تسجيلات صوتية خارجية يُعد حلاً بديلاً فعالًا. وتظهر النتائج بجودة عالية تجعلها مناسبة لعرض تقديمي، فيديوهات تعليمية، أو محتوى تسويقي على وسائل التواصل.
ومع استخدام الأداة بشكل مكثف، يظهر مدى مرونتها في التعامل مع مختلف أنواع الصور، حتى الرسوم الكرتونية أو الشخصيات الرمزية، ما يسمح بإنتاج محتوى إبداعي يصلح للاستخدام على المنصات الرقمية المختلفة، بما في ذلك TikTok وInstagram Reels وYouTube Shorts. وتستطيع من خلالها بناء شخصية افتراضية تمثل علامتك التجارية أو مشروعك الخاص، تتحدث بشكل مباشر مع جمهورك دون الحاجة لمصور أو استوديو تصوير.
هذه الإمكانيات تجعل من الأداة خيارًا مثاليًا أيضًا للمستخدمين غير التقنيين إذ يمكنهم إنشاء فيديوهات متكاملة خلال دقائق قليلة، وتصديرها بصيغة MP4 لاستخدامها أو تعديلها لاحقًا على برامج المونتاج. كما يمكن للمصممين المحترفين إدماج هذه الفيديوهات ضمن مشاريعهم التسويقية الكبرى كعناصر تفاعلية.
خلاصة التجربة:
hedra هي أداة فعالة ومجانية تفتح آفاقًا جديدة لإنتاج محتوى مرئي عالي الجودة دون الحاجة إلى أدوات تصميم معقدة. قدرتها على تحريك الصور مع تزامن صوتي دقيق تجعلها منافسًا قويًا حتى لبعض الأدوات المدفوعة. قد تفتقر حاليًا إلى دعم اللغات الأخرى، لكنها تظل اختيارًا ممتازًا للرواد في مجال الذكاء الاصطناعي والمحتوى التفاعلي.
Responses